مراحل الحرب العالمية الأولى الأسباب والنتائج
شهد العالم
بداية القرن العشرين أبرز حدث آنذاك، وهي اندلاع الحرب العالمية الأولى بين عامي 1918-1914، التي أثرت سلبا على حياة أغلب سكان العالم. والتي أدت إلى خسائر بشرية واقتصادية هائلة،
فما الذي أدى لهذه الكارثة البشرية؟ وماهي مراحلها؟ وكيف كانت نتائجها؟ هذا ما
سنجيب عنه في هذه المقالة التي تلخص أحداثها.
1. 1914 الأسباب
بدأت
الشرارة الأولى للحرب يوم 28 يونيو 1914 في "سراييفو" عاصمة البوسنة والهرسك، بعد اغتيال
الأرشيدوق "فرانز فرديناند" وزوجته وريث التاج النمساوي المجري، على يد طالب
صربي.
بداية الحرب
بعد شهر على الحادث تعهد الإمبراطور
النمساوي "فرانز جوزيف" الأول بالثأر من صربيا، مع دعم من روسيا من
منطلق التضامن السلافي. وقامت ألمانيا بإعلان الحرب على روسيا، لتبدأ التحالفات
الأوربية التي تشكلت في مجموعتان، الأولى قوات الحلفاء أو الوفاق الثلاثي المكون
بزعامة بريطانيا وروسيا وفرنسا، والحلف الثلاثي بزعامة ألمانيا والنمسا وإيطاليا، ليجد
6 ملايين رجل أنفسهم تحت الأعلام في غضون أيام قليلة، آملين أن يكون تاريخ نهاية هذا
النزاع قصيرا، بعد ذلك انسحبت إيطاليا لتعوضها الدولة العثمانية.
الحرب في الجبهة الغربية
تركز ألمانيا جهودها الرئيسية على بلجيكا وشمال فرنسا، لتستمر في انتصاراتها وزحفها نحو باريس، أوقف الفرنسيون تقدمهم بهجوم في معركة المارن المضاد، من 6 إلى 11 سبتمبر 1914.
حفرت القوات الألمانية الخنادق في الجبهة واختبئت فيها لوقف تراجعها. فعلت القوات الفرنسية الشيء نفسه.
استقرت المعركة الفرنسية الألمانية في جبهة
من الوحل، لمسافة 750 كم. ليستمر هذا الوضع أربع سنوات طويلة ورهيبة بسبب الظروف القاسية داخل الخنادق.
الحرب في جبهات أخرى
على الحدود الشرقية بين روسيا وألمانيا، استمر زحف ألمانيا بفضل انتصار الجنرال الألماني "فون هيندنبورغ" في تانينبرغ،
الذي تغلب على "الدبابة" الروسية الأسطورية.
2. 1915 تعثر الحرب
في أبريل 1916 تغيرت طبيعة الحرب بسرعة كبيرة. وظهرت أسلحة وتقنيات جديدة مثل: الغاز والأسلحة الكيميائية، والدبابات، والمدافع الرشاشة، والأسلاك الشائكة، وتم قصف المدنيين من الطائرات ...
على الرغم من ذلك، فشلت جميع المحاولات من كلا الجانبين لكسر الجبهة رغم الخسائر البشرية، ولا سيما الهجمات الفرنسية في "أرتوا" و"شمبانيا".
بعد تحالف الإمبراطورية العثمانية (تركيا) مع ألمانيا والإمبراطورية النمساوية المجرية، يحاول الحلفاء الفرنسيون البريطانيون فتح جبهة جديدة عن طريق الهبوط في مضيق "الدردنيل"، عند بوابات "إسطنبول"، لكن الجيش العثماني المسلم نجح في صدهم.
في مايو 1915، بعد معاهدة سرية انضمت إيطاليا إلى الوفاق الثلاثي (فرنسا، إنجلترا، روسيا).
في الوقت نفسه تحاول ألمانيا دون جدوى، كسر
الجبهة في روسيا، وتخوض حربًا بالغواصات ضد السفن التي تزود أعدائها بالذخيرة والمؤن.
3. 1916 عام
المعارك الكبرى
1916 هو عام الهجمات الكبرى ل "فردان" و"السوم"، حيث أسفرت هذه الاشتباكات عن مقتل مئات الآلاف الجنود دون أن تسفر عن نتائج.
استمرار القتال
مع استمرار القتال دون نتائج بدأ الشعور بالضجر في نهاية العام. ما
دفع بالإمبراطور "تشارلز الأول"، الذي خلف "فرانز جوزيف
الأول" في فيينا، لتقديم عروض سلام منفصلة ولكن دون جدوى.
4. 1917 السنة القاسية
مع بداية عام 1917 تم استهداف سفن محايدة بواسطة غواصات ألمانية، كانت بعضها أمريكية، وبهذا أعلن الرئيس "ويلسون" دخول أمريكا الحرب إلى جانب الحلفاء التي منحتهم قوة إضافية، وتم ردع هجوم الغواصات الألمانية للسفن التجارية الأمريكية، ما أجبر الألمان على التراجع، وهزمت القوات العثمانية في سوريا ومصر، وأرغمت بلغاريا على الإستسلام.
في أكتوبر 1917 ومع تدهور الأحوال
المعيشية وزيادة في التمرد، وقع انقلاب في روسيا من قبل البلاشفة (الشيوعيين)
بتحريض من زعيمهم "لينين" وتوقيع البلاشفة اتفاقية صلح "برست ليتوفسك" وبهذا
خرجت روسيا من الحرب. كانت هذه المرحلة لصالح ألمانيا التي يمكنها الآن تركيز كل
جهودها ضد فرنسا وإنجلترا.
5. 1918 عام الحسم
في الجبهة الغربية وصل الألمان في مارس 1918، إلى "شاتو تيري" وقصفوا "باريس" بمدافع بعيدة المدى، ردت الجيوش الفرنسية والإنجليزية بقيادة الجنرال "فرديناند فوش" المنسق لجميع العمليات على الجبهة الغربية.
في أبريل نجح في ايقاف الهجوم الألماني على إقليم "السوم". وفي 18 يوليو 1918، شن هجومًا مضادًا مع القوات الأمريكية في منطقة "Villers-Cotterêts". وتم إبعاد الألمان تدريجيا إلى خارج البلاد.
في ألمانيا، تزايدت الإضرابات وحركات التمرد. واندلعت ثورة في 3 نوفمبر. وذلك لمنع البلاد من السقوط في ظل ديكتاتورية شيوعية مثل روسيا، قنع الحكام والقادة العسكريون الإمبراطور بالتنازل عن العرش. وتم ذلك في 9 نوفمبر.
بعد يومين، وقع الألمان والحلفاء نهاية القتال (الهدنة) في 11 نوفمبر 1918، بانتظار معاهدة السلام النهائية.
بالنسبة للجبهات أخرى، شنت جيوش الحلفاء في الشرق هجومًا حاسمًا في يونيو 1918. كانت بلغاريا أول من وقع الهدنة في 29 سبتمبر 1918. ووقعت الإمبراطورية العثمانية بدورها هدنة "مودروس" في 30 أكتوبر 1918، التي أنهت العمليات القتالية في الشرق الأوسط.
في الشهر التالي، النمسا-المجر توقع هدنة "فيلاجوستي" مع إيطاليا في 3 نوفمبر.
أعلنت التشيك استقلالها في 14 أكتوبر، تبعهم
المجريون، ثم الكروات والسلوفينيون. وتنازل الإمبراطور النمساوي المجري "تشارلز
الأول" عن العرش في 13 نوفمبر.
6. 1919 نتائج
الحرب
أربع سنوات من الصراع خلفت 11 مليون قتيل إلى جانب عدد من الجرحى والمعاقين. بالإضافة إلى الأضرار والدمار الذي لحق بالمدن والطرق والحقول. دخلت الدول الأوروبية في ديون ضخمة معظمها مع الولايات المتحدة. التي يبدو أنها هي المستفيدة أكثر في الحرب على الرغم من مشاركة جنودها.
ظهرت دول جديدة كالمجر وتشيوسلوفاكيا ويغوسلافيا،
وتم تشكيل "عصبة الأمم" في يناير1919. باقتراح من الرئيس الأمريكي ويلسون
خلال عقد "مؤتمر السلام". في روسيا، تم إنشاء حكومة النظام البلشفي أو الشيوعي
بقيادة لينين، هو أول نظام ذو طبيعة "شمولية".
تم تقسيم الدولة العثمانية، خلال الثورة العربية الكبرى ضد العثمانيين.
تم تنفيذ اتفاقية "سايكس بيكو" من طرف فرنسا وبريطانيا، وتطبيق "وعد بلفور" لإقامة موطن لليهود في فلسطين.
موضوع مشابه: سبب الحرب العالمية الأولى
تعليقات
إرسال تعليق